ومن بين الأراضي التي عرضها علينا سكّان القرية لبناء منزلنا عليها، أحبّت أمي -بعد رؤيتها معابد النار الأثرية القديمة والمُدمّرة على الرابية المطلّة على القرية- الأرضَ التي تبلغ مساحتها خمسة هكتارات، والتي لم يفكّر أحدٌ في بنائها وإحيائها على الإطلاق، بسبب بُعدها عن القرية وطريقها السيِّئ. في الحقيقة لم يكن في القرية من يشتري أرضاً من شخص آخر؛ إذ إن أرض الله كانت لا تزال ملكاً للناس. وكما يقدّم الأناس الطيّبون الأضاحي لجيرانهم، أعطونا تلك الأرض التي تبلغ مساحتها خمسة هكتارات وقالوا: «إنها أرض الله؛ أعمروها!». في ذلك اليوم عندما وقفت أمي على تلك الرابية، التفتت إلى أنقاض معبد النار وقالت: «لقد هربنا أيضاً، مثلما فعلتم تماماً، أيها الزرادشتيون، قبل 1400 عام!».
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب