كذلك يجب عليك وأحرى أن تشكر الله إذا عافاك من أسباب الدنيا والحرص فيها، وابتلى بذلك غيرك من غير أن تحتقرهم، بل اجعل عوض احتقارك لهم رحمتك لهم، وعوض دعائك عليهم دعاءك لهم، واقتَدِ بما فعل العارف بالله معروفٌ فيما فعله فهو عين المعروف: عَبَر هو وأصحابه على دجلة، فرأى أصحابه سمارية فيها قوم أهل لهو وفسوق وطرب، فقالوا: يا أستاذ ادعُ الله عليهم، فرفع يديه وقال: اللهم كما فرَّحتهم في الدنيا فرِّحهم في الآخرة، فقالوا: يا أستاذ إنما قلنا لك: ادع عليهم، قال: إذا فرَّحهم في الآخرة تاب عليهم ولا يضركم من ذلك شيء
مشاركة من lclkpsdk
، من كتاب