العزبة > اقتباسات من رواية العزبة > اقتباس

يظن أن تلك النجوم الباهتة التي يعلقها على كتفيه تجعله أفضل مني! لا يمكنهم القيام بشيء دوننا. نحن مَن نقوم بالأعمال الحقيقية، بينما هم مَن ينعمون بالمكافآت والصلاحيات. إنها قوانين الدنيا العمياء… ملعون أبوها! استدعاء سريع وسري كهذا لا بد أن تكون خلفه عملية قذرة. أعرف ذلك جيدًا، فخبرة عشرين عامًا في العمل كأمين شرطة ليست هينةً. دخلنا مكتب النقيب. يمكنه قراءة نظرتي الساخرة لكني لم أعطه الفرصة ليمسك خطأً واحدًا عليَّ، بل على العكس، أتواجد دائمًا في كل مناسبة يلوح فيها عجزه أو جهله بمقتضيات سير الأمور، وأريه الطريق بسخرية مُقنعة بالولاء والإخلاص. لا بد أن تصله الرسالة جيدًا: من دوني لن يستطيع فعل شيء، وعليه آجلًا أو عاجلًا أن يضمني إلى صفوته الخاصة كما كان الأمر مع النقيب السابق الذي تم نقله. مرت عدة أشهر، حُرمت فيها من كل ما كنت أربحه وأُقسِّمه مع النقيب السابق. لا يمكن للبلد أن تمضي قدمًا دون هذه التوازنات والاتفاقات التي نقوم بها، وإن كنا نتعرض للخطر يوميًّا؛ فلا بد إذَنْ أن يكون هناك مقابل. إننا لا نتقاضى سوى الفتات، لذا ما أفعله مبرر تمامًا. إن عيَّن أحدُهم حارسًا خاصًّا له لا بد أن يدفع له، ونحن حراس هذا البلد بأكملها. إن أطلقنا يدنا ستتحول إلى جحيم مستعر. دخلت مكتبه ووجدت ضابطًا آخر لا أعرفه وثلاثة من زملائي. أخرج الضابط الآخر علبة سجائره ووزَّع علينا جميعًا. أشعلنا السجائر وتحدث معنا بتبسط غير مألوف.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

العزبة

هذا الاقتباس من رواية

العزبة - يوسف نبيل

العزبة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب