لذا فلا شيء يعدل أو يعوض عن زيارة القاهرة، لا أن تقرأ عنها في روايات نجيب محفوظ، ولا أن تسمع لصوت الحب في أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ولا أن تتابع الصحف والمجلات المصرية، ولا أن ترى كل ما أنتجته السينما المصرية من أفلام ونجمات ونجوم، بل ربما لكل هذه الأسباب عليك أن تزور القاهرة، وأن تمشي في أحيائها، وتزور متاحفها، وتتبع وقع الحياة ويوميات المدينة في الشوارع والمقاهي والمطاعم والأحياء التاريخية، وأن تعرف مزاج الإنسان هناك في جدالاته وهو يشتري ويبيع ويتعامل ويغضب ويقرأ خريطة أيامه وخريطة القاهرة!
الشخصية المصرية محددة الملامح وعميقة الأبعاد، ليس مهمًّا أن تتفق معها أو لا تتفق، تلك وجهة نظرك وأنت حر فيما ترى، لكن لا يمكنك إنكار سطوع هذه الشخصية وتمتعها بجملة سمات لا يمكنك إزاءها سوى أن تحب هذه الشخصية، ليس لخفة ظلها فقط، فالشخصية المصرية أعمق وأعقد من مجرد خفة ظل، وتعاطٍ ساخر مع أزمات الحياة، ونكتة تطلق بمنتهى سرعة البديهة، فالشخصية المصرية طبقات متراكمة من الوعي والتاريخ والحكمة.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب