حين كبرت أكثر عرفت أن الحكمة كالنار تسرق غوايات القلب لتمنحها للعقل، وأنه كلما كبرنا قلّ فرحنا وتضاءلت دهشتنا، لأننا صرنا أكثر حكمة وأكثر رصانة وأقل دهشة!
عندها تمنيت لو لم أكبر حتى لا أفقد نزق الفرح في قلبي ودهشتي أمام الأشياء والتفاصيل، فوحده الطفل يفتح فمه وعينيه مندهشًا أمام الأشياء الجديدة والمختلفة، ووحده يصرخ بالحقيقة الصعبة ببساطة فاتنة وساذجة معًا حين يتلعثم الكبار وتدور أعينهم في محاجرها من الخوف. وحده الطفل يمارس فرحًا حقيقيًّا لأنه لم يكبر ولم يُراكِم في قلبه وداخل رأسه أحجار الحكمة تلك التي تجعله ثقيلًا أكثر مما يجب وحزينًا أكثر مما تحتاجه الحياة.
إن الكبار يعانون كثيرًا وهم يعدون دقات قلوبهم ويحسبون تكاليف تلقائيتهم، لأنهم مكبلون بقيود الحذر!
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب