بالنسبة لهيام يكفي أن تحرك مروحة الريش الملونة كي تستدعيها أو تبعدها، بينما تفتح ورق التاروت. لكن كل الأشباح التي تسكن بيتها ميالة للخير، تحكي لدورا أن أحدها مشاكس قليلا، يمازحها بأن يخفي الأشياء ويعيدها، أو يطفىء النور للحظات، لكن في المقابل هناك جنية مقطوعة الساقين مستعدة لإلحاق الأذى بمن يجرؤ على دوس أطراف شعرها الطويل، لذا يبدو للناظر المتابع لحركة هيام أنها تتحرك بشكل خفي، بحيث تكاد لا تُرى بجسدها الضئيل وحركتها الرهيفة، خائفة من إزعاج الجنية التي تلهمها بالكثير من الأسرار، كما كان لهيام طريقتها الخاصة في التعامل مع الأشباح التي تسكن بيتها، فحين تود النوم، تذهب إلى الطاولة التي يعلوها النسر وتربط حولها خيطا على شكل دائرة، كذلك تفعل مع رأس الغزال المعلق على الحائط، أما الجنية مقطوعة الساقين فكانت تقيدها ليلا بأن تعقد طرف قماش من الساتان الأبيض في مقدمة السرير، فلا تجرؤ الجنية على إفزاعها، ثم عند الصباح تقوم هيام بتحرير كائنات البيت والتعايش معها من جديد.
بودا بار > اقتباسات من رواية بودا بار > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب