أبعدتني أمي عن السياسة، والنزاعات الطائفية، رسخت في داخلي ايمانها المطلق بلبنان الموجود في خيالها فقط، بلا طوائف، ولا نزاعات، كانت تكرر جملتها التي تستفز أبـي: «بأن كل من يتحدث بالطائفية، هو شخص ملعون.» لكن لبنان الذي حلمت أمي به لم يتجل واقعيا سوى في البحر والجبل وفي الغابات البعيدة، والأنهار الصغيرة، وفي قلة من الوجوه التي عرفتها. أما سائر ذلك فقد كانت شِباكا منصوبة باستمرار، صراعات طائفية، وانقسامات، كان أبـي ضمن حلقاتها، وأنا كنت ابنه النافر، الذي خيب ظنه على الدوام.
بودا بار > اقتباسات من رواية بودا بار > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب