كنت أجلس وحدي، أحاول إيجاد فكرة لروايتي المفترض أن أشتغل عليها خلال الورشة، في الواقع الأفكار كثيرة، لكن لم أجد الروح، والرغبة، والحاجة الداخلية الماسّة لأن أكتب رواية كما توقع الجميع مني ذلك، كنت أريد فقط أن أجلس طوال الوقت أحدق في السقوف والجدران، أتأمل النقوش والأفق والشمس وغروبها وبهاء القمر في الليل والسحب الصغيرة البيضاء البضّة التي تبدو كسرير قطنيّ دافئ، أتخيل كثيرًا أني أنام عليها وأشعر بالحنان والأمان والراحة، كنت متعبة من كلّ شيء، أريد فقط أن أستريح، وأتشبث بحلم الكتابة كملهاة أتلهى بها حين يباغتني أحدهم في حالات شرودي الدائم، فأقول إني أفكر في الكتابة، وفي الواقع كنت لا أفكر في شيء. لكن لن يتقبلك العالم إن قلت له إنك تفضل أن تقضي وقتك جالسًا محدقًا في الأفق دون أن تفكر في شيء، لذلك اخترعت قصة الكتابة، ومن يومها وأنا أعاني لأثبت صحة ادعائي،
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب