أفكر ماذا لو خُلقت قبل اختراع التلفزيون؟ لربما كنت ملأت وقتي بقراءة الكتب التي تتراكم في مكتبتي دون أن أفتح حتى الغطاء البلاستيكي على أغلفتها. أحب الكتب، هي حبوب اكتئابـي، كان الانتهاء من قراءة رواية كفيلاً بإخراجي من دنيا البلادة لدنيا الحياة بكل قوة ووضوح رؤية وتوازن نفسيّ وسعادة، لكن هذا كان أيام الطفولة والصبا والشباب الأول، حين لم يكن لدي الكثير من الكتب، هل تقتل الكثرة الرغبة؟ كنت أحلم بمكتبة كبيرة، كنت أشتهي رائحة الكتب، كلما دخلت لمكان فيه مكتبة كنت أبكي من شدّة الإحساس بجمال الحياة، لكن لم يكن لديّ في البيت مكتبة، لا أحد يهتمّ بالكتب غيري، الآن أصبحتُ مستقلة، أشتري ما أشاء من الكتب، ولديّ الوقت، لكن ليست لديّ الروح. أين تذهب أرواحنا الأولى حين نكبر؟ من يسرقها منا؟ الزمن؟ الناس؟
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب