مملكة النحل في رأسي > اقتباسات من رواية مملكة النحل في رأسي > اقتباس

أحتاج أن أخرج من هكذا عالم قميء. أُشغّل أسطوانة موسيقى، أضع سماعات الأذن، أصمّ أذني عن كلّ صوت ما عدا الموسيقى، أُلغي كل التطبيقات الهاتفية التي من شأنها نقل الأخبار العاجلة، أغلق الهاتف، أمتنع عن قراءة الجرائد، أغلق جهاز التلفزيون، أجلس تحت ظلّ شجرة، أستند إلى جذعها المتين، أشم رائحة العشب المقصوص المحيط في المكان، في السماء غيمات صغيرة داكنة قد تسقط مطرًا وشيكًا، في أذني صوت موسيقى، حولي نملات صغيرة كثيرة، أتحاور مع النمل، لطالما كان النمل صديقي، أخبر النمل أن في الموسيقى حياة، وأن الحياة جميلة، وأن في الحياة الجميلة الكثير من البشر الطيبين، والنمل يجري هنا وهناك، يجري كمن أصابته مصيبة، ولا يصدقني، حتى النمل يعرف أن الانسان لم يعد مصدرًا للثقة، وإن تحدث عن الحياة والموسيقى؛ إذ يمكن في لحظة أن يجلس على مملكته، ويسحقها بثقل وجوده، وإن على غفلة.‬‬‬‬‬‬

‫ أبحث عن النجاة، كيف ينجو فرد وحيد ضعيف توّاق للجمال في خضمّ البشاعة والغدر والخيانات والخراب والدمار الهائل؟ أرفع بصري إلى السماء، وأنساه هناك، ففي الأرض لم يبقَ شيء نستمدّ منه الأمل؛ مات الإنسان، ويبقى الله في عُلاه.‬‬‬‬‬‬

هذا الاقتباس من رواية