كلّ ما ننام ونستيقظ عليه هذه الأيام أخبار قتل وتفجير وحروب وإرهاب وذبح وخطف، لذلك صرت أنام كثيرًا؛ من يريد أن يستيقظ لهكذا عالم؟ تواجدت الجريمة على مدى التاريخ الإنساني، ولكن ليس بهذا الشكل المنظم المكثف المستمر على مدار الساعة، وكأنها العمل الرسمي والهواية العادية للبشر، وكأن فتيلة الإحساس تلك التي كانت تجعل الجاني يتردد قليلاً قبل الإقدام على ذبح طفل، قبل أن يضغط على زرّ قنبلة تحرق المدن العامرة والقلوب النابضة والمشهد الحيّ للأيام، تلك الفتيلة التي تجعل العين ترمش واليد ترتجف ولو للحظات في إشارة إلى عذاب الضمير وصراع الندم الإنساني، قد انتُزعت في الإصدار الجديد للإنسان الحديث، أو ربما فقط لم يكن كلّ البشر يعلمون بما يجري في كل بقاع العالم للتوّ واللحظة، ويعيشون الحدث بتفاصيله كما تروج وسائل الإعلام بفخر لمتابعيها الذين اقتحمت خصوصية حياتهم، وأخذتهم معها في جولة مأساوية إلى قلب الحدث الدامي الدائم.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب