لطالما أبهرتْني سيرة اللوحات. تبقى معلّقة على الحائط لأعوام، ثمّ تسقط فجأة دون أن يحدث لها شيء، طج! تبقى هناك معلّقة على المسمار، لا أحد يمسّها، ولكنها في لحظة معيّنة، تسقط مثل الحصى. طج! وغالبًا ما يحدث هذا في صمت مطبق، وسكينة تعمّ المكان، لا وجود لذبابة تحوم، أما اللوحة: طج! هكذا، بدون سبب. لماذا تسقط في تلك اللحظة تحديدًا؟ لا أحد يعلم. طج! ما الذي يحدث للمسمار؛ كي يدفعه إلى التفكير بأنه فَقَدَ القدرة على المقاومة؟ هل لديه روح، ذلك المسمار المسكين؟ هل يتّخذ القرارات؟ لعلّه ناقش الأمر مع اللوحة طويلًا، وكانا متردّدين حول قرار الانفصال، يتحدّثان في الأمر كل مساء، منذ سنوات، ثمّ يحدّدان موعدًا، بالساعة والدقيقة والثانية، لسقوط المسمار. وربّما كانا على علم بذلك مسبقًا، ورتّبا شؤونهما على هذا الأساس: اسمعيني، أنا سأنفصل عنكِ بعد سبعة أعوام، هذا يناسبني، حسنًا، فلنحدّد التاريخ: الثالث عشر من مايو، حوالي السادسة، فليكن عند السادسة إلا ربعًا، موافق، ليلة سعيدة، إذنْ. ليلة سعيد
مشاركة من Mona ALfares
، من كتاب