على النقيض مما يحاول المسوِّقون دفعك إلى تصديقه، فما تمتلكه لا يحدد هويتك. فهويتك مستقلة تمامًا عما تمتلك من أشياء، ولا توجد وصفة سحرية فيزيائية أو رياضية يمكنها تغيير تلك الحدود؛ رغم ما يحاول ذلك الإعلان المنشور على صفحة كاملة في المجلة، أو ذلك الإعلان التلفزيوني البارع، أن يخبرك به.
ومع هذا، أحيانًا ما نسقط ضحية لما يقوله المعلنون، ومن ثَمَّ يتعين علينا أن نضع في اعتبارنا فئة أخرى من الأشياء التي نمتلكها، وهي: «الأشياء المرتبطة بطموحاتنا». هذه هي الأشياء التي نشتريها كي نترك لدى الآخرين انطباعات جيدة، أو كي نكافئ «ذواتنا التخيلية»؛ أنت تعرف ما أعني، ذاتك الأقل وزنًا مما أنت عليه بعشرين رطلًا، أو التي تسافر حول العالم، أو تحضر حفلات الكوكتيل، أو تعزف في فرقة لموسيقى الروك.
ربما نكون مترددين في الاعتراف بالأمر، لكن من المرجح أننا اكتسبنا الكثير من مقتنياتنا بهدف أن تعكس صورة معينة. لنأخذ السيارة كمثال. يمكننا بسهولة أن نفي بحاجتنا إلى وسيلة انتقال عن طريق اقتناء سيارة بسيطة تنقلنا من النقطة أ إلى النقطة ب وحسب. لماذا إذن ندفع ضعف الثمن (أو حتى ثلاثة أمثاله) في مقابل طراز فاخر؟ لأن شركات صناعة السيارات تدفع لشركات الإعلان أموالًا طائلة كي تقنعنا بأن سياراتنا ما هي إلا انعكاسات لذواتنا، وشخصياتنا، ومواضعنا في عالم المؤسسات أو الترتيب الهرمي الاجتماعي.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب