تتكدس فوق طاولتي الكتب التي سأقرأها والتي يجب قراءتها، مصطفة فوق بعضها البعض، وللأسف لن أستطيع قراءتها كلها، وكلما ارتفع مستوى عمود الكتب المكدسة فوق بعضها أضع قسما منها في المكتبة دون قراءتها، ويتملكني إحساس وحزن غريبان لأنني لم أستطع قراءتها، وهناك أيضا كتب قرأتها سابقا أطلق عليها مصطلح «كتبي»، وهي مجموعة الكتب التي أشعر بحاجة ماسة لقراءتها مرة أخرى قبل أن أموت. ماهو الحزن العميق الذي أشعر به؟ أتعرف ما هو؟ انظر إلى الكتب الموجودة في المكتبة وخاصة تلك التي أشعر بالحاجة لقراءتها وأقول :«واأسفاه، سأموت دون قراءة هذه الكتب»، وكأن هناك فرقا بين الموت دون قراءة هذه الكتب أو الموت بعد قراءتها، نعم إنها حماقة خاصة بالإنسان وحده. عندما كنت أمر من حرم جامع نور العثمانية وأرى السياح الكهول الذين صار كل عضو في جسمهم يرتجف ويهتز بسبب الكهولة، فأقول لكل منهم في نفسي: ماذا بقي لك في هذه الحياة؟ لم لا تموت في المكان الذي أنت فيه؟ ما الذي ستحصل عليه من كل هذا التجوال؟ أتريد أن ترى الدنيا، تقوم بذلك وكأن هناك فرقا بين أن تموت بعد رؤية السوق المغلق أو أن تموت دون رؤيته؟ في الحقيقة لا يوجد أي فرق بين حماقتي حين أخشى الموت قبل قراءة هذه الكتب وبين حماقة هؤلاء السياح الكهول الذين برزت عظامهم حين يخشون الموت قبل رؤية منطقة أفيسوس، بيد أن الإنسان لا يرى حماقته، بل كم هو جميل أنه لا يراها».
كاتبي الأحب والأجمل التركي عزيز نيسين
في أحضان الكتب > اقتباسات من كتاب في أحضان الكتب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب