أفرغنا البيت وأوصدنا الأبواب وراحت أمي تقشّ الفناء من التراب دون سبب سوى أنها تواسي بيتنا الذي سنخلفه وراءنا إلى غير رجعة قريبة. عدت بعد عشرين سنة إلى مرسيّة لأبيع البيت فوجدتُ مقشّتها لا تزال ملقاة في المكان ذاته على حافة مجرى الماء الرخاميّ. تقصّفت أطرافها وتيبّست وتراكم عليها التراب ونمت بين فرجاتها الحشائش. كان والداي في ذلك الحين قد ماتا ولحيتي قد طالت وقد خُلعت عليّ خرقتان من خرق الأولياء