وعلى الغلاف الداخليّ للروايةِ، قرأ ما خطّه بلون أخضر:
ثمّةَ رابطٌ عضويّ بين الديكتاتوريّة والفنّ الرديء. ترتجفُ العروشُ أمام مقطوعة موسيقيّة مصنوعة بإتقان. يسعى الطغاةُ لتكريسِ الرداءة وسيلةً لتحويلِ البشرِ إلى قطعان يسهلُ سَوقها.
كان يكابدُ آلامَ بطنه حين سقطت من أحدِ الكتبِ ورقة يانصيب مملوءة كلمات كُتبت بحروف متناهيةِ الصغر راح يقرؤها بصعوبة بالغة:
ستنتهي الحربُ يوماً ويعودُ الناسُ إلى ديارهم التي أعيدَ إعمارها لمصلحةِ تجّارِ الحرب وزعمائها. سينبري الكتاب لتأليفِ روايات عن الحرب والتشرّد والنزوح والموت. سيصنعُ السينمائيون أفلاماً تصفُ بشاعةَ الحرب وأهوالها. كثيرون سيعودون من بلدانِ اللجوء يرطنون بلغات أجنبية حاملينَ معهم أولاداً جاؤوا للتعرّف إلى بلدِ آبائهم. سيختارُ بعضهم البقاء مع حرصهم الشديد على جوازات سفرهم الأجنبية فهم لم ينسوا أن كثيرين ابتلعهم البحرُ المتوسّط لأنهم لم يمتلكوا جوازات مماثلة. ستنتهي الحرب يوماً، .... وحتى ذلك اليوم سيبقى الفقراءُ وقوداً وجسوراً يطؤها المتصارعون في طريقهم نحو غايات وحدهم يعرفونها بدقّة.
قبعة بيتهوفن > اقتباسات من رواية قبعة بيتهوفن > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب