قطفت لك هذه الأزهار من المكان الذي أنا موجود فيه الآن. عبَّاد الشمس هنا ليس أصفر فقط، بل يمكنك أن تشاهدي منه أزهارًا من مختلف الألوان. وقد اخترت لك الأزرق لأنَّه يذكِّرني بحكاية قديمة كانت تحكيها جدَّتي، وكنت تبكين كلَّما سمعتِها! هل تذكرين؟
هذه الأزهار لا تدور مع الشمس، وهي في حقولها الملوَّنة تتطلَّع كلٌّ منها إلى اتِّجاه. هي حرَّة ومَرِحة، ترقص مع نسائم الهواء، وتغنِّي عندما يحلّ المساء. لها صوت جميل، كما تتميَّز بشذاها السَّاحر الذي يختلف من واحدة إلى أخرى.
اعتني بأزهارك جيِّدًا يا أمِّي الحبيبة، ستسلّيك بموسيقاها وتنعش قلبك بعبيرها. قالوا لي هنا إنَّها كي تعيش تحتاج إلى قليل من الماء، وإلى كثير من الحبّ! حبّ الذات الحقيقيَّة وحبّ الآخر. حبّ قضية أو رؤيا أو طريق، وحبّ الحياة. وعندما سألتهم كيف ستشعر هذه الزهرة بالحبّ، أجابوني بأنَّها تستطيع أن تتنفَّسه في الهواء في عمليَّة تشبه ظاهرة التركيب الضوئيّ، إذ تستعيض به عن الطاقة الشَّمسيَّة، فتمتصُّه من الجوّ وتتغذَّى به وتطرح بعدها الأوكسيجين ليتنفَّسه الجميع.
تنفَّسي يا حبيبتي أوكسيجين زهراتك الزرقاء وأَنعِشي رئتيك، وعودي إلى الحياة من جديد، فالموت لا يليق بك. اكتشفي حياتك أنت، فحياة الآخرين لا تليق بك.
غدي الأزرق > اقتباسات من رواية غدي الأزرق > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب