تذكَّرت هنا فجأة رواية كازانتزاكيس الرَّائعةَ «الإغواء الأخير للمسيح» التي تفترض أنَّ المسيح مُنِحَ فرصة قبل أن يُصلَب ليتخلَّى عن رسالته ويعيش حياة عاديَّة، لكنَّه رفضها بعد فترة من الشكّ والتردُّد، واختار الموت على صليبه من جديد. عندما قرأتها منذ زمن طويل، نفرت منها ولم أفهم تمامًا المغزى الحقيقيّ الكامن فيها. واليوم، أشعر بها تضيء كالمصباح في قلبي، وتَهديني، بما لا يدع مجالًا للشكّ، إلى حقيقة أنَّ جان دارك كانت أسعد امرأة في زمنها على الرَّغم من عمرها القصير ونهايتها المأساويَّة. لم تفعل ما فعلته فقط من أجل التاريخ، بل من أجل نفسها. اختارت أن تسير في الطريق الذي وجدت سعادتها كامنة فيه، ولم تأبه بالذي ستلقاه في نهايته.
غدي الأزرق > اقتباسات من رواية غدي الأزرق > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب