أحسب أنَّها المرَّة الأولى التي سيُتاح فيها للقارئ التَّعرُّف على مُجمل إنتاج محمود درويش في تلك الفترة، ليس فقط إنتاجه الشِّعْرِيّ، إنما أيضاً المقالات التي كان يكتبُها في مجال التّحليل السِّياسيِّ، والتي تُنشَر هنا كاملة لأوَّل مرَّة، مُرفقةً بنسخةٍ طبق الأصل عن صورتِها المنشورة في صحيفة الأهرام، وفيها قدَّم الرَّاحل تعليقات حول الشأن الفلسطيني، جاءت في توقيت مُضطرب بعد أيلول الأسود 1970، ثمَّ محاولات لَمِّ الشمل الفلسطيني عقب انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1972
تتضمَّن المقالات تحليلات مُبكِّرة حول الشَّخصيَّة الإسرائيلية والأدب العربي وظاهرة الخوف التي تأصَّلت بعدها. وظنِّي أنَّ هذه المقالات ساعدت بعد ذلك على تنامي اتِّجاه في دراسات علم الاجتماع السِّياسيِّ، وعلم النَّفْس السِّياسيِّ في مصر، قام على أساس تحليل الشَّخصيَّة الإسرائيلية، ولَمَعَتْ فيه أسماء مصرية مُهمَّة، زاملَتْ درويش خلال فترة عمله بمركز الدراسات الفلسطينية في الأهرام، قبل أن يتغيَّر اسمه، ليُصبح مركزاً للدراسات الاستراتيجية والسِّياسيَّة
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب