أحسب أنَّها المرَّة الأولى التي سيُتاح فيها للقارئ التَّعرُّف على مُجمل إنتاج محمود درويش في تلك الفترة، ليس فقط إنتاجه الشِّعْرِيّ، إنما أيضاً المقالات التي كان يكتبُها في مجال التّحليل السِّياسيِّ، والتي تُنشَر هنا كاملة لأوَّل مرَّة، مُرفقةً بنسخةٍ طبق الأصل عن صورتِها المنشورة في صحيفة الأهرام، وفيها قدَّم الرَّاحل تعليقات حول الشأن الفلسطيني، جاءت في توقيت مُضطرب بعد أيلول الأسود 1970، ثمَّ محاولات لَمِّ الشمل الفلسطيني عقب انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1972
تتضمَّن المقالات تحليلات مُبكِّرة حول الشَّخصيَّة الإسرائيلية والأدب العربي وظاهرة الخوف التي تأصَّلت بعدها. وظنِّي أنَّ هذه المقالات ساعدت بعد ذلك على تنامي اتِّجاه في دراسات علم الاجتماع السِّياسيِّ، وعلم النَّفْس السِّياسيِّ في مصر، قام على أساس تحليل الشَّخصيَّة الإسرائيلية، ولَمَعَتْ فيه أسماء مصرية مُهمَّة، زاملَتْ درويش خلال فترة عمله بمركز الدراسات الفلسطينية في الأهرام، قبل أن يتغيَّر اسمه، ليُصبح مركزاً للدراسات الاستراتيجية والسِّياسيَّة
المتن المجهول: محمود درويش في مصر
نبذة عن الكتاب
كتاب استقصائي أدبي يتضمّن نصوصاً ووثائق تُنشر للمرَّة الأولى، ويكشف تفاصيل الفترة التي قضاها محمود درويش في مصر بين عامي 1971 و1973 في القاهرة، ونشاطه الإبداعي والصُّحفي خلال توقيت سياسيٍّ بالغ الدقة إقليميَّاً وفي الداخل المصري، فحين وفد الشَّابُّ الثلاثينيُّ إلى مصر كان هناك مسرحٌ سياسيٌّ متكاملٌ، وخشبةٌ جاهزةٌ والكل في انتظار بطل يعتلي هذه الخشبة ويشغل المكان، لأن أصحاب المواهب الراسخة هدَّتهم الهزيمة. الكتاب يسعى إلى تقديم رواية مُتكاملة، عن ظروف حضور محمود درويش من موسكو إلى القاهرة عام 1971، وأسباب خروجه منها، مع الوعي بأهمِّية أن تَضع هذه الرواية في الاعتبار طبيعة التوقيت السِّياسي، الذي كان بالغ الدقة، فهو على الصعيد الإقليمي ارتبط بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وما فرضه من خيارات أمام الفلسطينيين في الداخل والخارج بعد نكسة يونيو/ حزيران 1967. وفي الجانب الأدبي تُبرِزُ المقالات والوثائق التي تنشر للمرَّة الأولى، المرفقة بمتابعةٍ عميقة وتحليل استقصائي؛ التحوُّلات المفصلية في نصوص درويش الشعرية، والتي صنعت القفزة الرئيسة في تجربته ولم تجعلها قفزة إلى المجهول. ويذهب سيّد محمود في مقدِّمة الكتاب، إلى القول: أحسب أنَّها المرة الأولى التي سيُتاح فيها للقارئ التّعرف على مُجمل إنتاج محمود درويش في تلك الفترة، ليس فقط إنتاجه الشعري، إنما أيضًا المقالات التي كان يكتبُها في مجال التّحليل السياسي، والتي تُنشر هنا كاملة لأوَّل مرَّة، مُرفقةً بنسخةٍ طبق الأصل عن صورتِها المنشورة في صحيفة الأهرام، وفيها قدَّم الرَّاحل تعليقات حول الشأن الفلسطيني، جاءت في توقيت مُضطرب بعد أيلول الأسود 1970، ثم محاولات لم الشمل الفلسطيني عقب انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 1972. تتضمَّن المقالات تحليلات مُبكّرة حول الشخصية الإسرائيلية والأدب العربي وظاهرة الخوف التي تأصَّلت بعدها. وبخلاف ما هو سياسي، يُبرز الكتابُ الطريقة التي كان يتشكّل بها الشعر والنثر عند محمود درويش، عبر إبراز النَّماذج الأولى من كتابات الشَّاعر النَّثرية التي تطوَّرت بعد ذلك، ودفعت نقَّاداً لتناوُل ما يُسمَّى بشعرية "النثر" عنده. تُتيح مقالاتُه الأدبية التي نُشرت للمرَّة الأولى في هذا الكتاب، فرصة التعرُّف على مُجمل تصوُّرات درويش الفنيَّة خلال الفترة التي قضاها في القاهرة، وفيها طوَّر فكرته الشهيرة عن ضرورة تفادي الحبّ القاتل، كما تُظهر نفورَه من اختزال تجربتهِ في الشِّعر النِّضالي، وتُبرز تصورَّاته عن سلبيات وإيجابيات المهرجانات الشعرية، التي تنامت بغرض تأكيد الدَّور المُقاوِم للشِّعر، كما وتُظهر مُعظم المقالات سخريتَهُ المريرة من حالِ الشِّعر في العالم العربي. لم تتوقَّف نشوةُ الشَّاعر لفترةٍ طويلةٍ، ووجد نفسهُ أكثر من مرَّةٍ محاطًا بظلال البطل الرُّومانسي المتورِّط في مشاهد واقعية جدّاً، ضاعفت من مسؤوليَّته تجاهَ القضيَّة وتجاهَ القاهرة "الجريحة" من مرار الهزيمةِ، وبالدَّلال الذي أفرطت في إظهاره، أرادت أن تذكّره كلَّ يومٍ بدورِه المُنتظر.عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 336 صفحة
- [ردمك 13] 978-88-32201-76-5
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
261 مشاركة
اقتباسات من كتاب المتن المجهول: محمود درويش في مصر
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
يوسف على
كتاب ممتاز ويشكر الكاتب على دقة تحقيقه لفترة كانت شبه منسية من حياة الشاعر محمود درويش رغم أنها مفصلية فى حياته وخبرته فقد كانت مرحلة مصر أول تعارف بين محمود درويش والرأي العام العربي عن قرب ومما لاشك فيه أن أحداث مايو ١٩٧١ وما بعدها من تفاعلات سياسية قد أثرت فى قراراته المستقبلية. المقالات المنشوره في النصف الثاني من الكتاب تعطى صور واضحة لأفكار محمود درويش في تلك الفترة ومنها ما يمكن أن ينشر بتاريخ الحاضر مثل غزة كل يوم و وضاع الشعر فى البصرة.