رأيت فيما يرى النائم نفسي أجلس على عرش كبير وإلى جواري حور، وأمامنا جموع من اللاجئين مستبشرين مهللين، ثم دخل خالي أمجد غاضبًا وأخذ يحملق فينا كثيرًا قبل أن يسألني: «أهذا حكمك أم حكم القدر؟»، ووضع سكينه على رقبتي وأخذ ينحرني بلا جدوى، فالسكين يتحرك على رقبتي من دون أن يؤذيني، ثم تراخت يده في يأس وهو يصرخ: «ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟». فابتسمت حور وقالت: «إذا خرج نور من تونس، وأقام خيمته كلاجئ، أتاه النصر من كل فج عميق، وانضمت إلى جيشه الطيور، كان له الحكم وكان أمر الله قدرًا مقدورًا».
استيقظت والسكين على رقبتي وقاتل أجير تمامًا مثل الحلم، يحاول أن يذبحني من دون جدوى، وأنا أنظر إليه حتى تراخت يداه في يأس ووقع السكين من يده في رعب، فأمسكت بالسكين في هدوء واقتربت منه وسألته بنبرة هادئة: «ألم ييأس من أرسلك مني؟»، فهز رأسه في رعب وفر هاربًا ولم أتبعه، لكنني قررت أن أُنفذ ما قالته حور في الحلم، وودعت أبي وصحبت المخلصين من رجالي ونصبت خيمتي وأرسلت إلى الحاكم أمجد رسالتي.
أبناء حورة > اقتباسات من كتاب أبناء حورة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب