أحببت ربيعة حُبًّا جمًّا. كنت أبيت تحت شبَّاكها بالأشهر وأغني وأرقص، ويضربونني ويبعدونني، فأعود إليها مرة أخرى، حتى قال أبوها لها بعد تدخل الوسطاء الطيبين: «لو كان ذا عقل لزوجتكِ به، لكنه يا ابنتي مجنون». فردت ببراءة: «إنما هو الحب يا أبي». وكانت كلمة الحب تلك كفيلة بأن يقسم الرجل إن الأمر لن يتم حتى لو جاء الحاكم بنفسه إليه يرجوه. وصرنا حديث الناس. صار جسمي هزيلًا لا يتحمل الضرب، حتى تركني الحراس تحت شبَّاكها تعاطفًا ورحمة. وكانت تسطع عليَّ من شبَّاكها فأغيب واقعًا من وقع جمالها، فتحزن هي لما جرى لي ويحاول الناس إفاقتي وهم يهزون رؤوسهم ويضربون كفًّا بكف هامسين: «قتله الحب، يا له من ساذج!».
فأفيق وأظل أنظر إليها محاولًا أن أتحمل جمالها، فتنطق بصوت يحييني وتقول باكية راجية: «اذهب إلى دارك واسترِح. لا أطيق أن أراك هكذا».
أبناء حورة > اقتباسات من كتاب أبناء حورة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب