للموت أثرٌ غريب علينا، لا أدري إن كنتِ مررت بتلك التجربة ومات لكِ شخص قريب من سنك، تشعرين بعدم التصديق، ثم بالخديعة كأن هناك خطأ في قوانين الكون، ليس من المفترض أن يموت الناس في هذا العمر، كأنكِ تدركين فجأة بشكل ملموس أنك غير خالدة، أنكِ أيضًا عرضة للاختفاء هكذا في أي لحظة، تعرفين هذا، قاله لكِ الشيخ أو القس عشرات المرات، لكن الشعور به أمر مختلف، وحين يكون الموت قتلاً برصاصٍ لا يحتمل مسؤوليته أحد برصاصٍ ينكر الجميع وجوده أصلاً، تصبح الخديعة مزدوجة، وخلل قوانين الكون يصبح مسؤولية هؤلاء الذين تلقين أنت عليهم بالمسؤولية، هكذا ينقطع ما بينك وبينهم، مهما برروا الأمر بعدها، مهما أقسموا على براءتهم وعدم معرفتهم بالخرطوش، أو القناصة أو المدرعات،فيما يخصك كل هذا هراء، هم القتلة وأنتِ تعرفين هذا وتكرهينهم وتنتظرين اليوم الذي تقتصين فيه منهم.
كل هذا الهراء > اقتباسات من رواية كل هذا الهراء > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب