سيكون قد تعب من تلك الأسئلة وهو يدخل الأربعين من عمره، مع بزوع قرن جديد، وسوف يجد بعض السلوى في علاقة عاصفة، مع أستاذة من بلاد الشام، حطت فجأة على تلك المدينة الصحراوية، وجاءت لتدرّس في نفس القسم.
كان قد وهن من الغربة والآلام، ومن أول يوم أدرك أنه لن يكون قادرا على مجارات شهوات امرأة تربت في الجبال، لكن الأدوية الحديثة قدمت له الحل في أقراص زرقاء فعالة من أجل قوة الانتصاب، ستساعده في مجاراة شهوات المرأة الجبلية وقوة وصولها إلى قمة الرغبة كأنها في طقس بدائي.
في الصباح عندما تتلاشى شهقات الليل، لا يبقى غير حس بثراء أبيض كالحرير، يجلس في الشرفة معرضا وجهه -مغمض العينين- لنسيم الصحراء، ومع طعم القهوة، يرى أنه لم يتبق من الليل غير وجع في الجسم، وأن الشهوات لم يعد لها وجود. وراح يعاني من لون آخر من الألم: معاينة زوال اللحظات.
صباح أيام الأجازات ينزل في الفجر من بيت زميلته، يشعر بأنه يكاد يرى الزمن وهو يمر، هذا الزوال المؤلم للمتع لا يمكن تحمله، فيحاول بكل طريقه، البقاء في حالة الشبق، وساعدته الأقراص الزرقاء على ذلك. كانت بالنسبة له معجزة، لكن نصف القرص لم يعد مؤثرا، وأصبح يتناول قرصا كاملا، ثم قرصين، ممتنا لهذا الأقراص التي أعادت إليه الشباب.
........
من قصة "لن أتذكرك أبدًا"
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب