"إلّا أنه كان يحتفظ آنذاك بلهجه حميمية،تتيح التعرف على صوته في الطرف الآخر من الخط. وكان يطيل، في أحيان كثيرة، تلك المحادثات أكثر من الحدّ المتوقع، ويسمح لها بالتطرق إلى تعليقات ذات طبيعة عائلية. ومع ذلك، ومع اشتداد الحرب واتساعها، راحت صورته تمّحي، شيئاً فشيئاً، في عالم من اللاواقع. فكانت نقاط صوته وشحطاته تصير، في كل مرة، أكثر بعداً والتباساً، تتحدد وتتركب لتشكل كلمات راحت تفقد، تدريجياً، كل معانيها. وكان العقيد خيرينيلدو ماركيز يكتفي عندئذ بالاستماع، يثقل عليه إحساس بأنه في اتصال تلغرافي مع شخص مجهول من عالم آخر."
مشاركة من yoyo
، من كتاب