وما كان يُتوقع من هؤلاء الجفاة المتوحشين إلا التعصب والقسوة، فإنهم لم يؤمِّنوا مستجيرًا، ولم يتركوا فارًّا، ولم يُبقوا على جريح، وهذا يذكرنا — والحزن ملء صدورنا — بما كان للعرب من بطولة ورفق وسماحة خلق، فكثيرًا ما عفوا عن أعدائهم نبلاء متكرمين، بينما نرى اليوم رجال ليون وقشتالة العتاة يذبحون جميع رجال الحاميات، ويستأصلون مدنًا مليئة بالقطَّان، حتى إذا نجا أحد من سيفهم لم ينجُ من استعبادهم.
مشاركة من khlWd
، من كتاب