«يتضح لنا أن أكثر الناس شرًا هو أكثرهم تعاسة، وأن ذلك الذي مارس الاستبداد… هو في الواقع أشقى الناس أيضًا… وهذا هو المحصول الوفير من الشرور التي يجنيها ذلك الذي يسيء التحكّم في نفسه… عندما يضطر إلى أن يقضي حياته، لا في تصريف شؤونه الخاصّة، وإنما يدفعه القدر إلى أن يغدو طاغية، فيأخذ على عاتقه حكم الآخرين، مع أنه عاجز عن حكم نفسه. وكأنه مريض عاجز يضطر إلى قضاء حياته مصارعًا في المسابقات الرياضية بدلًا من أن يلزم الفراش… وعلى أساس ذلك فالطاغية الحقيقي… شخص بلغ أقصى حدود العبودية.. فهو يعجز عن إشباع أبسط رغباته، ويظل محرومًا من أشياء كثيرة، فإنه يبدو أبأس البؤساء لمن يعرف كيف يتأمل نفسه في كليتها… كما أن السلطة تنمّي كل مساوئه، وتجعله أشدّ حسدًا وغدرًا وظلمًا، وأقل أصدقاء؟ كل ذلك يجعل منه أتعس الناس قاطبة، بل إن تعاسته هذه تفيض أيضًا على كل من يحيط به» (الجمهورية 9).
مشاركة من Abdullah Zaied
، من كتاب