أموت شوقا إلى استطلاع أفق مكة، واستجلاء سماوتها، والإنصات إلى همس الزمان بأركانها، والسير في مناكبها، والانزواء في معابدها، وإرواء الغلة من زمزمها، واستقبال الطريق الذي مهده الرسول بهجرته فتبعته الأقوام من ثلثمائة وألف عام ولا يزالون، وثلوج الفؤاد بزيارة القبر النبوي والصلاة في الروضة الشريفة، وإن بقلبي من مكنون الهيام ما يقصر الزمان عن بثه، ولديَّ من فرص الزلفى والسعادة ما يعجز العقل عن تصوره. أراني يا إخوان ضاربا في شعاب مكة تاليا الآيات كما أنزلت أول مرة. كأنما أسمع درسا للذات العلية، أي سرور!.. وأراني ساجدا في الروضة متخيلا الوجه الحبيب كما يتراءى في المنام، أي سعادة!.. وأراني متخشعا لقاء المقام مستغفرا فأي طمأنينة! وأراني واردا زمزم أبل جوارح الشوق بندى الشفاعة فأي سلام! أخي لا تذكرني بالعودة وادع الله معي أن يحقق لي المنى..
زِقاق المِدَقّ
زقاق المدق > اقتباسات من رواية زقاق المدق > اقتباس
مشاركة من سماح أبو سيف
، من كتاب