جلست مع تلك المرأة ذات العينين السوداوين والبشرة الصافية وكأنها هربت بلونها من صفار بيضٍ نضج واستوى على أنينها، لم يعكِّر صفاءه سوى تلك الدموع المتلاحقة. كانت تملك لسانًا ذربًا ومقدرة مدهشة على السرد، وكأنها روائية مدرَّبة على الروي .. تقدمِ وتؤخِر، وتقطع وتوصل، وتلوِّن صوتها، خالقة جوًا مشحونًا مشوقًا .. كأنها هربت من مخدع شهرزاد حاملةً سر الحكي، وعندما سمعت قصتها أحسست أنني قادرٌ على كتابة رواية ما من خلال ذلك الكوم الهائل من الكلمات والأحداث التي روتها ..
مدن تأكل العشب > اقتباسات من رواية مدن تأكل العشب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب