وحين نهض الرجل في المساء، بعدما نادت على أحد الجيران ليُقِلَّه بسيّارته إلى قريته، سألها وهو يتوكّأ ليركب السيّارة، عن اسمها وعائلتها، فلمّا أخبرته، ضحك الرجل حتى رأت جدّتي بوضوح فَكَّه الخالي من الأسنان، وقبل أن تغضب لضحكه قال لها:
أنتِ؟ أنتِ بنت عامر؟ بنت الفارس؟ أنا خطبتك من خمسين سنة، وردَّني أبوك.
لم يتوقّف الرجل عن الضحك، والسيّارة تنطلق به، وبقيت جدّتي واقفة تنظر إلى السيّارة.
في تلك اللّيلة شاخَتْ جدّتي، وفي غضون السنوات القليلة القادمة، تقوّضَ جسدها العظيم تدريجيًّا حتى أُقعِدت وتخطّت اللّياقة التي حافظَتْ عليها بكلّ كرامة طوال حياتها.
نَارِنْجَة > اقتباسات من رواية نَارِنْجَة > اقتباس
مشاركة من Abd Shurrab
، من كتاب