" بيد أن الحياة العامة لا تأخذ من حياة الفرد سوى ساعاتٍ معدودةً، وفي أشد حالاته تحمُّسًا تظل حياته الداخلية على ما هي تقريبًا. يظل له عِوزُه الذي لا يملؤه الغنى العام، تظل له آلامه الجسمية والروحية يتجرَّع مرارتها ويحتمل من وخزها ما لا يخدره التهليل العام، تُرى ما هو تأثير تلك الأفراح الوطنية الجميلة في العليل اليائس؟! وفي المعدم الذي ليس لديه ما يسدُّ رمق صِغاره؟ وفي القلب الذي حوى جمرةً تأكل سويداءه؟ وفي الصدر الذي اكتظَّت فيه الغموم؟ تلك لمحات ابتهاجٍ تسطع ثم تترك القلب أكثر وحدةً وسوادًا، والعليل أكثر أسفًا على أيامه المتتابعة كالأظلال. "
غاية الحياة > اقتباسات من كتاب غاية الحياة > اقتباس
مشاركة من بتلاء عبدالله
، من كتاب