هناك لحظات مناقبية ومواقف نبيلة لا يحجبها الزمان ولا تتحجم في دائرة وحدود أمة من الأمم، فقد تتجلى من بعيد ومن أعماق الزمن الغابر ذلك الموقف الجميل الذي يفسر لنا شيئا من المراوغة في تقلّد المناصب، حين كان الفيلسوف (ديوجين) يغسل العدس لكي يسد جوعه!! فرآه أثناء ذلك زميله الفيلسوف (أريستيبوس) الذي توصل إلى مقدار من حياة الترف والراحة بفضل تودده وتملقه (أصحاب الجاه)، فقال الفيلسوف (أريستيبوس) لزميله بسخرية : لو أنك تتعلم كيف (تتملق) أولئك لما كان عليك أن تعيش على غذاء تافه مثل العدس!! فأجابه (ديوجين) باستصغار وازدراء: ولو أنك تعلمت أن تعيش على غذاء مثل العدس لما احتجت قط إلى تملقهم وبيع كرامتك!!
مشاركة من الرحباني
، من كتاب