هذه روايةٌ تستطيع سماع صوتها ورؤية أشخاصها والعيش في أحداثها ، تُقرئك التاريخ وتردك لفلسطين ، تسافر بك عبر الزمن لأمجادٍ غابرة،أمجادك التي غفت ونامت وماتت منذ سنين،تخبرك حكاياتٍ لم تُحكى كثيراً من حولك عن عمد ! أبطالٌ همشهم التاريخ حتى لا تستيقظ أرواحهم في داخل أحد الأحرار من جديد ، لا أعرف هل العار علينا ! أم على من أخفى كل ذلك عنا !
عبقرية ابراهيم نصر الله تجلت في هذه الرواية ، يأخذك لأروقة الوطن ويضعك في منتصف المعارك يُبكيك هنا ويضحكك بسرديةٍ لا تفقد للتاريخ مهابته ويفاجأك بالأحداث
وعلى الرغم من أنه يخبرنا في مقدمة الرواية أنها رواية تاريخية فتقوم لشدة الصدمة بأخذ جولة "جوجلية" لتتأكد بنفسك أن بطل الرواية فعلا حقيقي وهي شخصية حقيقية ولها أمجادها فتبدأ حماسك بالقراءة وأنت مدرك لنهاية الأمجاد الأسطورية إلا أن عنصر المفاجأة الروائي لا يختفي عن أي حدث ولو عرفته أو مررت به أثناء بحثك .
شخصياً لم أكن أعرف عن الظاهر الزيداني الكثير ولربما لم أكن أعرفه أصلاً وكنت أتعثر به في بعض كتب التاريخ العثماني ولا أذكر أين بالضبط واستغربت جداً التهميش لمثل هذه الشخصية التاريخية ! نحن لا نملك حاضر على الاقل فلنواسي هزائمنا بالماضي !
على الرغم من أن الماضي والتاريخ نفسه مثقل بعارالهزائم والخيانات والفرقة ! ولا أعرف أتراها لعنة رُمينا بها أم دعوة ألقيت على العرب ومازالت تفرقنا حتى اليوم ! ولا الشغلة شغلةوراثة لا أكترولا أقل !
ماعلينا ! تحكي الرواية أحداث تاريخية ممزوجة ببعض الحبكات الروائية لتحكي أحداث قرابة القرن الحديث لفلسطين دون أي مللك أو إختلافٍ في السياق .
منذ ولادة الظاهر الزيداني وحتى مقتله ومابين الحياة و الموت بحرين وهما بحر عكا وبحر طبرية ...
مشاركة من ولاء ابو حامد
، من كتاب