إن الشقاء لَمَرَضٌ مُعدٍ! على الأشقياء الفقراء أن يتحاشوا بعضهم البعض، حتى لا يزيدوا من حدّة آلامهم.
ينبغي على كلّ منّا ، حتى يستمر العالم، أن يفرض هيبته على مَن هو أقل منه رتبة؛ وعلينا جميعاً أن نوبّخ بعضنا بعضاً، من أعلى السلم إلى أسفله، وأن يؤنّب الواحد منّا الآخر بشّدة.
إن الفقير لَمرتابٌ وظنون، بل إنّ له طريقة خاصة في تأمُل العالم من حوله، إنه يلاحظ من خلال مؤقِ العين كل عابر، ويلقى على جميع ما يحيط به تظرة قلقة، ويصيح السَّمع لكلّ كلمة، معتقداً أن الناس تتحدث عنه دائماً.
لماذا ينعم أحدنا بالسّعادة، منذ اللحظة الأولى التي يخرج فيها إلى الوجود، بينما يشقى الآخر في الحياة، ويقاسي جميع أنواع الفاقة والعوز والحاجة، منذ لحظة ولادته؟
من المحزن أن يفكر المرء في أنه بالفعل سيموت، دون معرفةٍ دقيقة باليوم والساعة...