لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي ننفرد بها ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغرهم لا ما يصغرك. وقد يرضيهم النقص الذي فيك لأنه يكبرهم في رأي أنفسهم ولكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغرهم أو تغطي على مزاياهم ..
فبعض الذم على هذا خير من بعض الثناء لا بل الذم من هذا القبيل أخلص من كل ثناء لأن الثناء يخالطه رياء أما هذا الذم فهو ثناء يقتحم الرياء ...
وعرفت أن الذين أسخطهم لا يرضيهم عني شيء.. وأن الذين أرضيهم لا يسخطهم عليّ شيء ... فلا فائدة إذن من اتقاء السخط و لا من اجتلاب الرضى... لأن الذين يسخطون عليّ يرجعون إلى خلائقهم التي لا تتغير، والذين يرضون عني يعرفونني من عملي الذي يرتضونه ولا يريدون مني سواه..