وبعد، فليس الوطن حدودًا محددة وبرورًا وبحورًا ممددة، وجبالًا ونجودًا وسهولًا معددة، ليس هذه المدن والقرى ولا هذه البيوت والمصانع ولا هذه الحدائق والحقول والغابات، الوطن أرضٌ درجنا عليها ورُبِّينا في حجرها وغُذِّينا بخيراتها ولبانها وأَلِفْنا أهلها وأَلِفُونا، وتعاطفنا وتراحمنا، سواء في ذلك قاصينا ودانينا وحاضرنا وبادينا، والوطنية روح وعقيدة يُستسهل في سبيلها بذلُ كل عزيز وتُغذى بالحياة؛ لأن بها تحفظ الحياة شريفةً سعيدة.
مشاركة من Mzoon
، من كتاب