وكان من نفحات الفاطميين سيف الدولة الحمداني، فقد كان أيضًا شيعيًّا، وقد اشتهر بنصرته للعلم والأدب وكان في بلاطه الفارابي الفيلسوف الكبير الذي اشتهر بالرياضيات والطب ولكن تآليفه فيهما تدل على أنه وصل فيهما إلى درجة متوسطة، وإنما كان ممتازًا في علمي التنجيم والموسيقى، وقد ألف في الموسيقى هذه كتابين من كتبه، ثم كتب فيها أيضًا ثلاثة كتب أخرى أهمها كتاب الموسيقى الكبير، وقد ذكر عنه أنه حضر مرة مجلس سيف الدولة، فأخرج عيدانًا وقع عليها فضحك كل من كان في المجلس ثم وقع عليها لحنًا آخر، فبكى كل منهم ثم غير ترتيبها ووقع عليها لحنًا ثالثًا، فناموا كلهم حتى البواب، ولا يزال بعض المولوية ينشدون بعض الألحان، المنسوبة إليه ويرى ابن خلكان أنه أكبر فلاسفة المسلمين، ولم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه. والرئيس ابن سينا بكتبه تخرج وبكلامه انتفع وبهديه سار وصنف.وكان خازن كتب سيف الدولة الخالديين وشاعره المتنبي، ويظهر أن المتنبي أيضًا كان شيعيًّا، بل كان قرمطيًّا كما سيأتي، وكان نفوذ العلويين وتعاليمهم واسعًا كبيرًا ومن أثر هذا النفوذ ما كان من المناقشة والجدل بين داعي الدعاة الفاطمي وأبي العلاء المعري، مما يطول شرحه وقد سمى الغزالي مذهبهم «التعليمي»، وذكرهم عندما اضطر إلى معرفة الحق، هل هو عند الفقهاء أو الفلاسفة أو التعليميين، ويقصد بالتعليميين هؤلاء الشيعة ثم لم يعجبه شيء من ذلك، وأخيرًا تصوف ورد على الشيعة، ومعنى التعليمية الذين يعتمدون اعتمادًا مطلقًا على سلطة الإمام، وأنه مصدر التعليم والإرشاد وهو المهدي.
مشاركة من Wafa Bahri
، من كتاب