وفي وهلهٍ توقف فيها الزمن ، إلتقت شفاهُنا بسكون مثلما يلتقي ليلٌ بسحر وفجرٌ بصباح ، وعانقتني مثلما تعانقُ الغيومُ بعضها ، وأطلقت يداها في لحيتي حتى بلغت أذني فجعلتها بين إصبعيها ، فأطلقتُ يدي في عُنقها حتى صارت بين ظهرها وظفائرها ، وشعرت أني أشربُ من لماها شعراً وبياناً ولغاتٍ لم أنطق بها من قبل ، وتركتُ على لسانها كتابٌ من العشقِ لم أكتبُه بعد ، وتفجرت من النقطةِ التي تماست فيها شفتانا عينٌ سماوية وراحت تنسكب علينا وتبللُنا فنلتصقُ ببعضنا أكثر حتى كدنا أن نفقد توازننا أكثر من مره .