عندما حدثت مجزرة الكرنتينا، سرت إشاعات بأن الشباب الذين ارتكبوها كانوا تحت تأثير المخدرات. ربما كانوا كذلك. القضية هي أنه لم يكن بإمكاننا التصديق أن وحشية كهذه يمكن أن تظهر بشكل طبيعي. والتصديق بأنهم كانوا تحت تأثير الكوكايين ترك لنا إنسانيتنا سليمة: أبتاه اغفر لهم، إنهم لا يدرون ما يفعلون.
ولكن هذا التفسير هو اليوم أكثر صعوبة في التصديق. فالكثيرون من الناس ارتكبوا أعمالاً لا توصف لبشاعتها، وفي مناسبات كثيرة جدّاً. وهؤلاء ليسوا من منطقة واحدة ولا من مجتمع ولا طبقة ولا مذهب واحد. إنهم بيننا جميعاً، ومنَّا جميعاً على ما يبدو. والظاهر أنهم لم يكونوا مدفوعين من الكوكايين، على الأقل ليس من الكوكايين وحده، بل من ذلك المخدّر الأكثر قوة بعشرات المرّات، مخدّر الكراهية الصرف، الكراهية والانتقام.
ماذا يعني ذلك إذن؟ ماذا تعني كل هذه الأعمال الوحشية غير القابلة للتصور؟
أنا لا أثير هذه القضية لأية غاية فلسفية، لأن هذه ليست مسألة فلسفة بالنسبة إليّ. لقد عشت هذه الأشياء، وأريد أن أعرف ماذا تعني. أريد أن أعرف إذا كان بإمكاني أن أتحاشى الاستنتاج البديهي أنه في طبيعة الإنسان، وأن بإمكان أي شخص أن يفعل ذلك، وأن بإمكاني أنا أن أرتكب ذلك. هل باستطاعتي ذلك، إذا دفعت إلى ارتكابه بما فيه الكفاية؟
مشاركة من Enas Al-Mansuri
، من كتاب