في تموز (يوليو) 1995، نشرتُ في الصحيفة الشهريّة لوموند ديبلوماتيك مقالًا بعنوان “أن تكون مواطنًا في العالم العربي”. كنت أعرف رئيس تحرير الصحيفة إغناسيو رامونيه، الذي كان أستاذًا في المدرسة المولويّة. في هذا النصّ الأكاديميّ نوعًا ما، الذي لا يخلو من حدّة في المضمون ولو أنّ صياغته غير عنيفة، شرحتُ أنّ مفهوم المواطنة ما يزال ينتظر أن يتحقّق على أرض الواقع في العالم العربي ــ كان ذلك قبل الربيع العربي بخمسة عشر عامًا. لقد كتبت يومها: “إنّ لفظ مواطن، الذي تتباهى به معظم دساتير الدول العربيّة، ما هو إلّا تعدٍّ على المصطلح. فكلمة المواطن هنا تحمل دلالة مختلفة تمامًا، لكونها تشير إلى الكائن السياسيّ الذي تعتبر تبعيّته للدولة أمرًا حاصلًا ولكنّ ولاءه يبقى موضع شبهة، أمّا حريته فهي في الوقت نفسه ممنوحة وموقّتة”.
مشاركة من Enas Al-Mansuri
، من كتاب