تضحك عيونها وهي تتذكره، يمتلئ جسدها النحيل المتعب بالحيوية وهي تحكي يوم رأته للمرة الأولى، تتنهد تنهيدة راحة وتحكي عن ذلك اليوم، حين كانت في عامها الرابع عشر .. تقول: كان يوم جمعة، وكان أحد أصدقاء أبي مدعوًا للغذاء عندنا، ومعه الرجال من القرية المجاورة، لعقد جلسة صلح على أرضٍ تقع بين القريتين.
منذ شروق الشمس بدأت أمي الاستعداد .. ذبحت البط والحمام، ووقفت أنا والخالة "أم علي" نساعدها في نتف الريش وتقطيع البصل وتنظيف الأرز .
بعد صلاة الجمعة وصل الضيوف، وكان أبي بصحبتهم، أحدث وصولهم جلبة كبيرة أثارت فضولي، فتسللت إلى الشرفة الشرقية ووقفت خلف الحائط أراقبهم، وقلبي يرتجف خوفًا من أن يراني أ[ي فيكسر رقبتي، ومن بين كل الحضور، خطف هو قلبي، بملامحه الطيبة وعينيه العسليتين وشعره الأسود الفاحم، فدعوت الله أن يجعله من نصيبي، وبيني وبين ربي عمار.
............
من قصة التوب الأخضر
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب