فموقف عمر-كموقف العقل المسلم- على العكس من موقف الفلاسفة القدما، إنما ينطلق من حقيقة أن المعجزات، مثلاً، هي (خارقة للعادة) وليس (خارقة للعقل والمعقول)، لأن القرآن أولاً يقيم الدليل العقلي على وجود الله القادر الخالق لكل المخلوقات، فالحادث لا بد له من محدث غير حادث، ونظام الكون يقتضي خالقاً عالماً، حكيماً... إلخ. وإقامة الدليل العقلي على وجود الخالق لما هو (عادي) يقتضي جواز وإمكان خرق هذا الخالق -في صورة المعجزات- لهذا (العادي)، فالمعجز إذن من المنطق الإيماني معقول، والتفويض فيه تفويض بما اقتضاه ويقتضيه العقل عندما عقل الأصل الذي أثمره واقتضاه أصل: الاله القادر على كل شيء. ص58-59
مشاركة من Ãlí Mũstảfả
، من كتاب