لكننا – بمنطق المنهج الاسلامي- مدعوون الى أن نميز بين (منطق) عمر بن الخطاب إزاء (تقبيل الحجر الأسود) ومنطق (القدماء) – الفلاسفة- الذي حكاه ابن رشد إزاء (مبادئ الشريعة) ، فهؤلاء الفلاسفة القدماء قد سلموا – تقليداً- بمبادئ الشريعة دون عقلها، لا لأنها في رأيهم حق وصدق، وإنما لأن قيامها وإقامتها ومراعاتها فيه تحقيق (مصلحة)، هي (تحفظ الوجود الانساني، وفي نفيها وتلكذيب بها (بطلان لوجود الانسان) ، على حين كان تسليم عمر بن الخطاب (بتقبيل الحجر الأسود) دون عقله لهذه الشعيرة، متخذاً صورة (التفويض) – في أمر جزئي- لقيامه على (الأصل – المعقول)، فقد عقل الألوهية الواحدة، التي هي محور التدين جوهره، وعقل صدق الرسالة، التي هي مصدر البلاغ بالوحي القرآني والسنة المبينة له- فكان عقله لهذه الأصول المعقولة الجذر الذي غدت الشعيرة غير المعقولة (تقبيل الحجر الاسود) ثمرة من ثمراته، (فالتفويض) هنا غير مقطوع الصلات (بالمعقول)، بل إنه مؤسس عليه، ونابع منه، ومتفرغ عنه، إنه (التفويض:المعقول). ص 58
مشاركة من Ãlí Mũstảfả
، من كتاب