وطبيعي كذلك لمن لا مندوحة له عن بلوغه مرتبة اليقين أن لا تدعوه هذه الوساوس والشكوك والشبهات إلى النكوص على الأعقاب، ومن هنا رأينا المنهج الاسلامي لا يؤثم النفس إذا عرضت لها هذه العوارض، وإنما هو يسعى – في صناعة الفكر- إلى تحويلها إلى المختبرات والامتحانات لتصبح جزءاً من عملية التفكير ومرحلة من مراحل المسيرة المستهدفة مرتبة اليقين، فإذا عرضت لأهل النظر والتدبر والتعقل عوارض من جنس الوساوس والشكوك والشبهات فإننا نجد المنهج الإسلامي ينفرد من بين مناهج النظر الدينية عندما يحول – بالمنهجية و(صناعة النظر)– وبواسطة (الفروض) التي توضع على محك التجربة والاختبار، يحول هذه الوساوس والشكوك والشبهات إلى لبنات في الصرح يطلع بواسطته الناظر على اليقين. ص 53
مشاركة من Ãlí Mũstảfả
، من كتاب