لقد أدرك أن قلبه قد بُعثِرت أحجيته وانتهك ستره... بل فقد الفؤاد عذريته... ثم ابتسمت السماء بنور القمر المكتمل... فأحس أن قلبه قد أوجِع من اختفاء قسمات الحبيب واضّرر... ثم بحث عمن يبثه النجوى، فما وجد سوى القمر... ناجاه وأسر له ما خالج الفؤاد من لوعة البعد، فانكشح بريقه تأسفا بَلْه قلبه العليل....ثم عرج بنظره، وبث أشواق ولهيب ولهه للسماء فانفطرت وأظلمت النجوم وأطلقت العويل... كل الكون، كله قد واساه بنصب صرح الأسى ومأتم البكاء... واستحال النور لعتمة ظلماء... الكل صار يبكي وينتحب... ومن العويل وشق الصدر يقترب... بل أضحت كينونته تناجي ذرات الهواء متوسلة أن تحمل الأشواق... وتنبري للإشراق... فتثاقلتْ حركاتها من وقع زفراته... وبصم عبراته... حتى حروفه عجزت أمام نبضات قلبه المتسارعة، فما عادت تبين، ولا تهتدي إلى شعورٍ يقين...
فيا قاضي الحب بُثّ حكمك في فؤاد قد عانق الوله، فذبح عقله بين عتبات الهرطقة والعته...
فكان لسان حاله تلك الليلة... الاستعادة من هول البليَّة...
حتى قال وقد أعيته تباريح السدم... من كونها تعانق الإلحاد وتؤمن بالعدم:
- أيا فؤادي ألا تستكين؟!
مشاركة من يونس الشرقي
، من كتاب