نَفْحَةُ شَكٍّ،
تَعْصِفُ بِوَجْهِ البَرَاءَة.
دَنَّسَتْهُ
أَوَّلُ ما دَنَّسَتَه،
أنَامِلُ أحْبَابه.
لا ضَيْرَ الآنَ،
يا بَلَدِي،
فَكُلُّ مَغْرَسٍ
قَدْ تَاهَ صَوَابه.
كُلُّ مَشْرَبٍ،
فَقَدَ سَدَادَه.
الكلُّ
كلُّ القَوْمِ
مُدَنَّسُون،
في وَجْهِ شَيْطَانِه.
ولا مَلَاكَ بَيْنَهَم،
بِعَيْنِهِم،
فَالكُلُّ، مُدَنَّسٌ
يَحْمِلُ أَوْزَارَه.
مَا عَلِمُوا أَنَّ مِقْصَلَة الزَّمَن
قَدْ حَدَّتْ حَرْفَها
مُسْتَعِدَّة
أَنْ تَضْرِبَ لِسَانَه.
عُذْرًا يا زَمَنَ الصِّبَا
فَقَد دَنَّسَتْكَ يَدُ الرَّدَى
وكَشَحَت بَريقَ عَيْنَيْك.
خَاطَتْ شَفَتَيْك،
وَمَا تَرَكَتْ مَرْتَعًا
إِلَّا تَلَقُّف غَرْزِ خَنَّاسِك.
وَسْوَاسِك.
فَيَا وَيْحَ
القَلْبِ الصَّافِي
والأَنِينِ الشَّافِي،
وَرَبْوَة خَضْرَاء
يُزْهِرُ بها فُؤَادك.
صرخة - سمفونية على مقام الصمت
نبذة عن الرواية
كثيرة هي التضاربات النفسية والفكرية التي يعيشها الفرد بين الإيمان والإلحاد. تلك الحركة المضطربة بين مد وجزر تقترب أمواجه المنكسرة تارة إلى محاذاة الإيمان ثم تنكشح وتخنس لتعانق مرة أخرى الإلحاد وإنكار وجود الإله. وداخل الإيمان نفسه ستجد لا محالة حركات متذبذبة أخرى، نسجت طوائف وجماعات متشاكسة، فأحدثتْ زخما حيكت نعراته على منوال من العصبية الحمقاء لا ترى بها إلا نظرتها العقدية، فأقصت الآخر، ثم حاربته بكل جسارة! هذا الاضطراب الفكري والتذبذبات العقدية عانقت موجة من السخط الشعبي على الأوضاع الاجتماعية من جهة، وعلى تدني المستوى التعليمي المُتَّبَع من جهة أخرى. إذ نجد أن النابغين من شبابنا، ممن توجهت قريحتهم إلى المجال العلمي والتقني، وولجوا المعاهد الهندسية، يعيشون بين نار المراجع المعتمدة المهترئة التي أكل عليها الدهر وشرب، ونار الداخلية الكسيحة التي يعيشون بها ويتجرعون مشاكلها يوما بعد يوم. وسط كل هذا نبتت شوكة الشك بقلب سارة، واتبعت سبيل عدم المبالاة والتنكر لمجتمعها، فاعتنقت الإلحاد. كما بدأت شواطئ فكرها تمد أمواجها اتجاه مرسى الإيمان شيئا فشيئا، وخفق قلبها لأول مرة، خفق من جراء الحب. لكن هذا لم يحدث بين ليلة وضحاها، فجأة دون ملابسات، إذ أن طارئا قد حدث لسارة بصيف 2010 قلب حياتها رأسا على عقب. لتنبت أسطورتها السرمدية، أسطورة عائشة القديسة التي تقصل رؤوس الأبورتيين واحدا بعد آخر. أثرت حياة عائشة كثيرا بسارة، زرعت بين أضلعها فؤادا ثائرا، تتبعتْ به مسيرة قرينتها، لتُسطِّر قصةَ ثائرةٍ حرةٍ لا تعرف قيود الجماعات ولا التنظيمات. بموازاة مع هذا كان مراد يصارع التوجهات الدينية الإسلامية بالساحة السياسية المغربية، أعلن تمرده على عصبيتهم المقيتة، وأعلن النكران اتجاه نعراتهم الحارقة. كان يسطر هو الآخر مسيرة شاب إسلامي هجر التطاحنات السياسية ليخط قصته وسط الأحداث المتضاربة آنذاك. فيلتقي الخطان، ويمتزجان بقلب واحد، وسط جداول من حب نبت بين إسلامي وملحدة، غَنَّتْ له أميمة الخليل أحلى أغانيها.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 320 صفحة
- ISBN 9789772786023
- دار البشير للثقافة والعلوم
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
29 مشاركة