"ولم يكن هناك في الحقيقة من يسجل هذه الحقبة من كفاح الشعوب ضد الاستعمار سوى هؤلاء المجاهدين من رجال القبائل، ولقد كان الأمير الأول (عبد الكريم الخطابي) آخر من ارتشف من كأس البطولة الموروثة عن أجدادنا الأول، ولم يبق بعده باق ممن يهبون للنضال ضد المستعمر، من أجل البطولة المجردة، في سبيل الخلود على سنة الذين عقدوا ألويتهم للكفاح؛ فقد كانت القبائل العربية والبربرية تقاتل معه لا من أجل البقاء، ولكن في سبيل الخلود؛ ولقد كتب لها الخلود بما أوتيت من روح رفعتها فوق الهاوية، حيث هوى الآخرون من الشعوب التي غمرتها موجة الاستعمار. فليسأل السائل عن مصير القبائل الأميركية قبل كريستوف كولومب، أين هي؟ لقد أصبحت أحاديث وتمزقت كل ممزق، ودفنها التاريخ في طياته، حيث استقرت في ضميره نسياً منسياً، ونحن نرى في زوالها وانحلالها خير شاهد على أن الإسلام بما انطوى عليه من قوة روحية، كان للذين يتمسكون به درعاً من أن تحطمهم الأيام، أو يذوبوا في بوتقة المستعمِر؛ يتقمصون شخصيته."
مشاركة من Omar Qadan
، من كتاب