ليست المقاومة المسلحة قشرة، هي ثمرة لزرعة ضاربة جذورها عميقا في الأرض، وإذا كان التحرير ينبع من فوهة البندقية، فإن البندقية ذاتها تنبع من إرادة التحرير، وإرادة التحرير ليست سوى النتاج الطبيعي والمنطقي والحتمي للمقاومة بمعناها الواسع: المقاومة على صعيد الرفض، وعلى صعيد التمسك الصلب بالجذور والمواقف.
ومثل هذا النوع من المقاومة يتخذ شكله الرائد في العمل السياسي و العمل الثقافي، و يشكل هذان العملان المترافقان اللذان يكمل واحدهما الآخر الأرض الخصبة التي تستولد المقاومة المسلحة و تحضنها و تضمن استمرار مسيرتها و تحيطها بالضمانات.
ومن هنا فإن الشكل الثقافي في المقاومة يطرح اهمية قصوى ليست أبداً أقل قيمة من المقاومة المسلحة ذاتها، و بالتالي فإن رصدها و استقصاءها و كشف أعماقها تظل ضرورة لا غنى عنها لفهم الأرض التي ترتكز عليها بنادق الكفاح المسلح.
الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الإحتلال ١٩٤٨-١٩٦٨ > اقتباسات من كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الإحتلال ١٩٤٨-١٩٦٨ > اقتباس
مشاركة من عبد الرحمن أبونحل
، من كتاب