"الوطنية هنا لا تعني الشغف الواجب بالوطن كما هو معروف بالنسبة إليكم يا من تهيمون في أوطانكم ترفاً .. الوطنية هنا هي أن تعرف الكثير القليل عن وطنك،وأن تلوك مفاهيمه الأصلية على قدر إستطاعتك ،وأن تمضغ لغته بين فكيك ثم تخزنها خلف لسانك مثل القات
و لا بأس إن كنت فلسطينياً أن ترتدي كوفية فلسطينية ، وتحمل قضية عمرها ستون عاماً على كتفيك ، أو إن كنت عراقياً ن أن تعلّق الخارطة حول جيدك وتشتم "صدام" معتبراً إياه السبب الأساس لتعكير يومك ، ثم تخلق معركة مع ذباب وجهك مبرهناً على عراقيتك .. أو إن كنت إيرانياً ، أن تتعمد ترك لمحة من لكنتك الفارسية على لغتك الدنماركية ، ولا ترضى أن يفرش بيتك بغير سجاد حملته معك من إيران ، .. أو إن كنت تركياً ، أن تأسف على بقية خلق الله لأنهم ليسوا أتركاً ، وتستمر في الحديث بالتركية مع الأغراب حتى وإن أقسموا لك بأنهم لا يفهمون جنس كلمة مما تقول ، أو إن كنت باكستانياً أن تعلن بين حين وآخر فخرك العظيم بإنفصالك عن الهند ، وترتدي ثيابك التقليدية بعد الظهر لتتبختر فيها في شوارع كوبنهاغن عصراً ،ثم تأكل الكثير ، لا بل الكثير جداً من الكاري ."
مشاركة من فاطم تقريباً
، من كتاب