يعتبر الرواقيون أن العالم إذا تعرض للفناء فذلك لكي يولد من جديد بالشكل الذي كان عليه، بحيث ما نسميه "مستقبلاً" ليس سوى ماضٍ سيعود. لا شيء يُضاف أبداً إلى ما هو موجود بفعل الزمن، وكل جديد مستحيل. وبما أن كل شيء معطى في البدء سلفاً، فلا وجود للقدر وإنما ما يوجد فقط هو الضرورة، أما الفيثاغوريون، فقد جعلوا فكرتهم عن العود الأبدي ترتكز على معطى الثورات السماوية وتوالي الفصول. وأما براهين نيتشه، فكان لها مدى أوسع ﻷن الفيلسوف الحماسي كان يستخلص منها حكمة تقول: إذا كانت الصيرورة تعود فعلاً على ذاتها كي تشكل حولاً كبيراً يظهر فيه كل شيء من جديد بشكل أبدي، سواء أكان شيئاً مستحسناً أم مستهجناً، فعلينا إذن أن نعيش بشكل نرغب فيه بأن نعيش مرة أخرة ما عشناه قبلاً، وأن نرغب في المستقبل عوض أن نكون ضحاياه.
هل الزمن موجود؟ > اقتباسات من كتاب هل الزمن موجود؟ > اقتباس
مشاركة من abd rsh
، من كتاب